أبوبكر يوسف
§ لا مفر لنا من أن نحلم بخبطة حظ تخرجنا من قاع الفقر والمعاناة المعيشية إلى " وش الدنيا " فنمتلك الفارهات من العمارات والسيارات والسير باتجاه رغد العيش، وعندما - فشلنا- وبعد تجريب كل الطرق والوسائل المشروعة ، حتى وغير المشروعة من باب فقه الضرورة لم يتبق لنا إلا " أم . بي. سي" ومصطفى الاغا و" الحلم Dream" هو الحل!!
§ دائماً ما يتردّد على ألسنة الناس، أن فلاناً جَمَعَ ثروة طائلة في زمن قياسي قصير لم يتَعَدّ الشهر! وأن علاّناً عقد صفقة مشبوهة نَقَلَته من حالة ما يُعرف بـ «حضيض الفقر »، إلى نادي الديناصورات الأثرياء، وأُشير إليه بأكثر من بنان وأكثر من بَنْك ومَصْرَف! .. بالمقابل، سَقَطَتْ وتبهدلت وتشرشحت كل صِيَغ ومراتب الرواتب والمعاشات المسكونة بهواجس «الحدّ الأدنى للأجور» وتعقيدات التأمين الصحي ومعاناة المعاشيين .. وما إلى ذلك من أصناف وأنواع وألوان التسوّل الرسمي، والشحاذة الوطنية والذلّ الإنساني، والخيبة الوطنيّة!!
§ في خضمّ هذه الحالة المتساقطة، والمتفاقمة من يوم إلى يوم، و جيل إلى جيل، وانتشار وتفشّي وباء أنفلونزا الفقر والبطالة والعَوز، اتّجهت الأمور والمصائر نحو الأسوأ والأردأ، ونحو الأبْأس والأشرس والأنحسْ والأنجسْ! .. وبما أن فلسفة ومنطق وفنون الكسب السريع شكَّلَتْ مجتمعةً السِمة المميزة والعلامة الفارقة و «اللوغو» الصارخ لهذا العصر.فالطبقة «الوسطى» قد تراجَعَت وانهزَمَت، والوساطات تصدَّرَت في كل مكان، وَبَرَزَ من يُتْقن الشطارة و «الفهلوة» على مدار الساعة، وربما إلى قيام الساعة!! ..
§ انقسم العالم إلى معسكرين غير متكافئين هما: «أكثرية» ساحقة تعمل برواتب وأجور محدودة، و «أقلّية» لا حدود لها ولا ضوابط لتنامي ثرواتها وبرغم بلاغة وبديع وبيان عديد من مفسري القوانين والشرائع والسُنن والأقوال المأثورة والعهود المحليّة والدولية والقبلية والعشائرية والعائلية، الصادرة عن مقامات أولي الأمر والنهي والألباب، التي تحرّم وتمنع ما يُسمّى بالإثراء غير المشروع، وتراقب صفقات «غسل الأموال» المواد والحبوب المخدرة التي تدمر شبابنا وشاباتنا معاول التنمية . وتستخدم أحدث الوسائل في تعقّب عمليات التهريب «المركّبة» سلفاً والمتّفق عليها عبر نقاط ومراكز الحدود البرية والبحرية والجوّية! ورصد ألاعيب النصب والغش والاحتيال، التي تفوح روائحها في دنيانا!
§ وانطلاقاً من هذه الكبائر، ومن فداحة عدد الانهيارات المالية، والتردّي الاجتماعي الضارب أطنابه على نخيل وتبلدي وهشاب وقطن ! لجأ وهرع الغلابة ومساكين المداخيل الصغيرة المحدودة إلى القيام بهجوم «نَوَوِي» إلى الـ«أم بي سي » و ( الحلم )، وذلك «عَشَماً» وأملاًً بالخروج من ظلام ضيق العيش، حيث لا فكاك ولا خلاص إلاّ عبر ضربة حظ مفاجئة تقلب الأمور وتبدّل الأحوال، لأن الرهان على الأخلاق الحميدة، والشعور الإنساني «المنقرض»! وعلى مقترحات ومشروعات قوانين الإصلاحات الإدارية، ووعود وترشيد السياسات المالية، وانتظار حل مشكلة التمرد ، ستتطلّب منّا جميعاً نحن أهل «حلم الام بي سي » البعيدين عن «النّصْب» و"المناصب"! أن ننتظر طويلاً وأن نتفكّر مليّاً للتفريق بين مفاهيم: الاستعمار والاستثمار والاستحمار! وبذلك، علينا أن نبذل العمر كلّه، والحبّ كله، وكلّه على كلّه، وإذا شفت المسؤول، «وحياة أبوك قُولّوا»! .. وسلامتكم،،،،،،،،